بقلم راضي المترفي من سخرية القدر ان نلجا للمقارنة بين وضع الصحفي في زمن الحكم الشمولي ومقولة القائد التي كانت تعلق في أعلى المطبوعا...
بقلم
راضي المترفي
من سخرية القدر ان نلجا للمقارنة بين وضع الصحفي في زمن الحكم الشمولي ومقولة القائد التي كانت تعلق في أعلى المطبوعات ( اكتبوا بلا تقييد او خوف من ان تكون الدولة غير راضية عما تكتبون ) وبين وضعه في زمن المحاصصة والإسلام السياسي والمجاهدين وحصة العلمانية مع اننا نعلم أن ( الوطن ) هو المغيب الأكبر في كلا الزمنين وان من يستظل خيمته او لا يرى سواه يموت جوعا في مقبرة سرية او غياهب السجون والمنافي البعيدة ومن يكتب في حب القائد يعيش في رحابه وسط بحبوحة من العيش وتغدق عليه المكارم من سيارات وقطع أراضي ومكافات و( ضوء اخضر ) ومواقع مسؤولية مهمة ويصبح اسما لامعا وان كان ( امعة ) وفي زمن المجاهدين لم يتغير الحال كثيرا سوى تعدد القيادات والضرورات ولازال الوطن مغيبا و ..
الجاه والمال والشهرة والموقع والصوت العالي لمن لهج بحمد القائد ورقص في حضرته
والأرض والسطوة والنفوذ والمنافع والسفر لمن عرف فضل الشيخ على الأمة فقدمه على الوطن
والخيبة والخذلان والجوع والخسران والمنع عن العمل لمن عشق الوطن وامن به وأعلن عليه حبه ونطق بفضله .. في الماضي كان هناك ثلاثة أنواع من الصحفيين الأول ذاب في حب القائد فقبض الثمن ( كاش ) بيت وسيارة وراتب ضخم وموقع مهم ومكافات وصداقة ( الريس ) والثاني على ( حس الطبل ) يلوحه على رأي المصريين ( من الحب جانب ) ويكفيه فتات موائد النوع الأول والنوع الثالث هو ( المغضوب عليهم ) الذين لاحصة لهم من ( حب القائد ) ولا قرب جغرافي ولا يجيد التقرب من جماعة ( يولو ) التي تسيطر على مفاصل الدولة وكان النقيب يعين بقرار شفوي وله صلاحيات وزير ومكاسب عضو قيادة وينحصر واجبه في تسمين من رضى عنه القائد واهزال من ابغضه وفي زمن المجاهدين النقيب من حصة الدولة العميقة تعينه بقرار منها وقبول المتحاصصين ولا يختلف واجبه عن واجب النقيب في السابق الا في استبدال الولاء من القائد الضرورة إلى القائد ( الدفن ) وعلى مدار الزمنين ربح النقباء ومجد القائد وازداد المتملقون كيل الف بعير وخسرت الأقلام التي عشقت العراق ورأت فيه وطنا وعشقا وخيمة تستظل بها ولم يجنوا غير الإهمال والتهميش والإقصاء والايقاف عن العمل وتحويلهم إلى عاطلين وعليه فالعيد والتهاني به لا يستحقها الا اتباع القائد الضرورة والدولة العميقة وعشاق القائد والشيخ والسيد والحاج وليذهب حملة الأقلام التي عشقت العراق إلى الجحيم .
ليست هناك تعليقات